الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وأما الموضع الرابع: فقوله عز وجل فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب .  

قال أبو جعفر: اختلف العلماء في معناه .

[ ص: 151 ] 929 - فمن ذلك ما حدثناه أحمد بن محمد بن نافع ، قال: حدثنا سلمة ، قال: حدثنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة،: فإذا فرغت فانصب قال: "إذا فرغت من صلاتك فانصب في الدعاء".

930 - وقال الحسن: "إذا فرغت من غزوك وجهادك فتعبد لله تعالى".

931 - وقال مجاهد: "إذا فرغت من شغلك بأمور الدنيا فصل واجعل رغبتك إلى الله تعالى".

قال أبو جعفر: وإنما أدخل هذا في الناسخ والمنسوخ لأن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال في معنى فانصب: أنه :.

932 - "فانصب لقيام الليل، وفرض قيام الليل منسوخ على أن هذا غير واجب" والمعاني في الآية متقاربة أي: إذا فرغت من شغلك بما يجوز أن تشتغل به من أمور الدنيا أو الآخرة فانصب، أي: انتصب لله تعالى واشتغل [ ص: 152 ] بذكره ودعائه والصلاة له، ولا تشتغل باللهو وما يؤثم وقد بين ابن مسعود رضي الله عنه ما أراد بقوله:

933 - فإذا فرغت من الفرائض فانصب لقيام الليل .

التالي السابق


الخدمات العلمية