الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- باب الترغيب في تعلم الناسخ والمنسوخ

- باب اختلاف العلماء في الذي ينسخ القرآن والسنة

- باب أصل النسخ واشتقاقه

- باب النسخ على كم يكون من ضرب

باب الفرق بين النسخ والبداء

باب السور التي فيها الناسخ والمنسوخ

الناسخ والمنسوخ للنحاس

النحاس - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس

صفحة

جزء

وأما وللرجال عليهن درجة ففيه أقوال: 233 - فقال ابن زيد: "عليها أن تطيعه وليس عليه أن يطيعها" 234 - قال الشعبي: "إذا قذفها لاعن ولم يحد وإذا قذفته حدت" ومن أحسن ما قيل فيه ما رواه عكرمة عن ابن عباس قال: 235 - "ما أريد أن أستنظف حقوقي على زوجتي" .

قال أبو جعفر: ومعنى هذا أن الله تبارك وتعالى ندب الرجال إلى أن يتفضلوا على نسائهم وأن تكون لهم عليهن درجة في العفو والتفضل [ ص: 46 ] والاحتمال؛ لأن معنى: درجة في اللغة زيادة وارتفاع .

236 - قال أبو العالية: "والله عزيز في انتقامه حكيم في تدبيره" .

قال أبو جعفر: وهذا قول حسن أي عزيز في انتقامه ممن خالف أمره وحدوده في أمر الطلاق والعدة حكيم فيما دبر لخلقه واختلف العلماء في الآية التي تلي هذه فمنهم من جعلها ناسخة ومنهم من جعلها منسوخة ومنهم من جعلها محكمة وهي الآية الثالثة والعشرون.

[ ص: 47 ]

وَأَمَّا وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ فَفِيهِ أَقْوَالٌ: 233 - فَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: "عَلَيْهَا أَنْ تُطِيعَهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُطِيعَهَا" 234 - قَالَ الشَّعْبِيُّ: "إِذَا قَذَفَهَا لَاعَنَ وَلَمْ يُحَدَّ وَإِذَا قَذَفْتُهُ حُدَّتْ" وَمِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ فِيهِ مَا رَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: 235 - "مَا أُرِيدُ أَنْ أَسْتَنْظِفَ حُقُوقِي عَلَى زَوْجَتِي" .

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَمَعْنَى هَذَا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَدَبَ الرِّجَالَ إِلَى أَنْ يَتَفَضَّلُوا عَلَى نِسَائِهِمْ وَأَنْ تَكُونَ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ فِي الْعَفْوِ وَالتَّفَضْلِ [ ص: 46 ] وَالِاحْتِمَالِ؛ لِأَنَّ مَعْنَى: دَرَجَةٌ فِي اللُّغَةِ زِيَادَةٌ وَارْتِفَاعٌ .

236 - قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: "وَاللَّهُ عَزِيزٌ فِي انْتِقَامِهِ حَكِيمٌ فِي تَدَبِيرِهِ" .

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ أَيْ عَزِيزٌ فِي انْتِقَامِهِ مِمَّنْ خَالَفَ أَمْرَهُ وَحُدُودَهُ فِي أَمْرِ الطَّلَاقِ وَالْعِدَّةِ حَكِيمٌ فِيمَا دَبَّرَ لِخَلْقِهِ وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْآيَةِ الَّتِي تَلِي هَذِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا نَاسِخَةً وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا مَنْسُوخَةً وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا مُحْكَمَةً وَهِيَ الْآيَةُ الثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ.

[ ص: 47 ]

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث