الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يشكل ، ولا يضبطه إلا أهله قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أذن الله لشيء ، كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به " .   [ ص: 356 ] كأذنه: الألف مفتوحة والذال مفتوحة . ومن لا يضبط يرويه كإذنه فيكسر الألف التي هي الهمزة ، ويسكن الذال فيقلب المعنى ، والصواب كأذنه بفتحتين ، والأذن: الاستماع ، يقال أذنت للشيء آذن له أذنا إذا استمعت له ، قال عدي بن زيد:


أيها القلب تعلل بددن إن همي في سماع وأذن



وإطلاق هذا من الله تعالى على سبيل التوسع والمجاز وخاطبهم على قدر تعارفهم ، ومعناه الرضى من الله سبحانه بما يأتيه والإقبال عليه بالرحمة والمغفرة . وقال بعض المفسرين في قوله عز وجل: وأذنت لربها وحقت معناه استمعت لربها . قال الشاعر :

[ ص: 357 ]

صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به     وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا



أي استمعوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية