الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يصحف فيه: حديث روي عن أبي موسى رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من حلق [ ص: 366 ] ولا سلق ، ولا خرق"  أكثر رواية المثبتين: خرق ، الخاء معجمة ، والراء خفيفة .

وأما الحديث الآخر: "الحرق والغرق شهادة " فهو هاهنا بحاء غير معجمة ، ولا يجوز غيرها ، والراء خفيفة مفتوحة .

وأما حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فإنهم رووه [ ص: 367 ] "فخرقتهم السهام " . الخاء معجمة ، وبعدها راء خفيفة ، غير معجمة ، ورواه بعضهم "فحرقتهم السهام" الحاء غير معجمة والراء مشددة ، فيذكر أهل اللغة أنه إنما هو "فخزقتهم" الخاء معجمة ، وبعدها زاي خفيفة ، ويقال: سهم خازق ، وخاسق ، وهو المقرطس النافذ ، ومنه قول الحسن: "لا تأكل صيد المعراض إلا أن يخزق " بالزاي . وهكذا أيضا حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه: "إذا رميت فخزقت فكل ، وإن لم يخزق فلا تأكل " .

حدثنا بكر بن أحمد بن سهيل ، حدثنا أبو موسى ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ص: 368 ] "إذا أرسلت كلبك وسميت ، فخالط كلابا أخر فأخذته جميعا: فلا تأكل ، فإنك لا تدري أيها أخذه ،  وإذا سميت فرميت فخزقت فكل ، وإن لم يخزق فلا تأكل ، ولا تأكل من المعراض إلا ما ذكيت ، ولا تأكل من البندقة إلا ما ذكيت " .

التالي السابق


الخدمات العلمية