الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يشكل أيضا قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر أهل المدينة: "ثم يجيء قوم فيبسون بأهل المدينة ليذهبوا معهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون " .   [ ص: 339 ] . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 340 ] وقد خلطوا فيه فروي: قوم ينشون . ذهبوا إلى النش . والصواب: يبسون بالضم ، أو يبسون بفتح الياء ، والسين غير معجمة ، يقال: أبسست بالرجل إذا دعوته إلى الطعام أو غيره وأصله من أبسست بالناقة إذا دعوتها للحلب ، ويقال: بسست وأبسست لغتان . وأنشدنا نفطويه:


ولم يك فيها للمبسين محلب



وهذا من أبس وفي مثل العرب: لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة . وفي مثل آخر: الإيناس قبل الإبساس .

[ ص: 341 ] وقال أبو سعيد المكفوف: هو: إنما هو ينبسون ، أو ينبسون . يعني يسيحون في الأرض . وأنشد:


وانبس حيات الكثيب الأهيل



وأما الحديث الآخر: "أن عمر رضي الله عنه كان ينش الناس بالدرة " . قال أبو عبيد : من رواه بشين معجمة فهو [ ص: 342 ] تصحيف أو غير محفوظ ، وحكي لي أنه ينس بسين غير معجمة . قال أبو عبيد: فإن كان هذا هكذا فهذا تصحيف بين على المحدث ، قال وأحسبه ينوش ، ومعنى النوش صحيح ، لأنه التناول ، والصواب ينس النون مضمومة والسين غير معجمة . ومعناه يسوق الناس ، قال الحطيئة:


وطال بها حوزي وتنساسي



[ ص: 343 ] يعني السوق الشديد . ومن رواه: "كان ينوش الناس بالدرة" أراد يتناول ، من قولهم: التناوش ، غير مهموز ، ومن همز التناوش أراد التأخر .

التالي السابق


الخدمات العلمية