ومما يغلط في إعرابه أيضا: قوله صلى الله عليه وسلم في [ ص: 353 ] العمرى والرقبى: "فمن أعمر عمرى ، فهي لمن أعمرها " .
[ ص: 354 ] الألف مضمومة والميم مكسورة ، ومن لا يعلم يرويه: من أعمر عمرى بفتح الألف والميم ، فيفسد المعنى ، وإنما هو: من أعمر عمرى أو أرقب رقبى ، أي من جعل له دار عمرى ، وهو مثل قولهم: من أعطي ، والعمرى: أن يعطي الرجل أخاه دارا أو غيرها فيقول هي لك حياتك ، فإذا مت رجعت إلي ، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم الشرط ، وأجاز الهبة ، وجعلها للموهوب له بعد موته ولورثته ، دون الواهب المشترط .
حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا سليمان بن خلاد ، حدثنا ، حدثنا محمد بن مصعب ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عروة بن الزبير جابر رضي الله عنه: "من أعمر عمرى حياته ، فهي له ، ولعقبه من بعده ، يرثها من يرثه " .