إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة وتضمر أخرى أفرحتك الودائع
وهكذا ذكره أنه يروى مفرحا ومفرجا . وحكى لنا أبو عبيد أبو الحسن الأخفش ، عن ، قال: كان أحمد بن يحيى ابن الأعرابي ينكر مفرحا –بالحاء- ويقول: إن البيت الذي فيه "أفرحتك الودائع" مصنوع ، وأنشد لأبي سفيان بن حرب:
ولما تولى الجيش قلت ولم أكن لأفرجه أبشر بعز ومغنم
يريد أغمه فأثقله ، فقال: الآن صح .
[ ص: 162 ] وأخبرني علي بن سليمان ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي ، قال: المفرح: الذي لا مال له ، والمفرج: الذي لا عشيرة له وقرأت على ، يقال: مفرج بالجيم إذا كان حميلا لا ولاء له إلى أحد ولا نسب ، وقال ابن دريد هو بالحاء الذي أفرحه الدين ، أي أثقله ، قال: يقول أن يقضى دينه من بيت المال ولا يترك مدينا ، وأنكر قولهم: مفرج بالجيم . وقال الأصمعي: نحوه . أبو عمرو بن العلاء
وحكى أن الإمام أبو عبيد محمد بن الحسن الشيباني قال في مفرج –بالجيم-: إنه القتيل يوجد بأرض فلاة ، لا يكون عند قرية ، فإنه تؤدى ديته من بيت المال ولا يطل دمه ، وقال بعضهم: الذي لا ديوان له .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم أي يحالف قوما أو يواليهم ، وينضم إليهم ليمنعوه ويدفعوا عنه ، ولم يرد صلى الله عليه وسلم الدعوة والانتساب وقال الشاعر : حتى يضم إلى قبيلة يكون منها ،
[ ص: 163 ]
إذن لرمت قيس ورائي بالحصى وما أسلم الجاني لما جر بالأمس
وقد حكى لي [بعضهم ] عن أبي عبيدة ما يؤيد هذا ، قال المفرج: أن يسلم الرجل ولا يوالي أحدا فتكون جنايته على بيت المال لأنه لا عاقلة له فهو مفرج .