الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يقع الخطأ في إعرابه

ما حدثنا به عبدان الجواليقي إملاء ، حدثنا هشام بن عمار ، ودحيم قالا: حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن أبي غنية ، حدثنا أبو إسحاق يعني السبيعي ، عن البراء عن خاله أبي بردة بن نيار أنه "دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله قبل الصلاة يوم أضحى ، فقال: يا جارية أطعميني من أضحيتي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "نسكنا بعد الصلاة ، فقال يا نبي الله عندي ثنية أو جذعة أفننحرها ؟ فقال: نعم ولن تجزي عن أحد بعدك"  يجب أن تكون في تجزي التاء [ ص: 174 ] مفتوحة ومن لا يعلم يرويه ولن تجزئ عن أحد بعدك مضموم التاء ، وهو خطأ ، لأن معنى قوله "لن تجزي عن أحد" أي لن تقضي عن أحد . ومثله قول الله عز وجل: لا تجزي نفس عن نفس شيئا ويقال: جزى هذا عن هذا يجزي ، [ ص: 175 ] غير مهموز أي قضى عنه ، ومنه الحديث "وكان له كاتب ومتجاز" فالمتجازي المتقاضي ، وأما قولهم: تجزئ بضم التاء وبالهمز ، فهو من قولهم: أجزأني الشيء إجزاء ومعناه: كفاني ، ولا معنى لهذا في الحديث . ويقال في معنى الإجزاء: اجتزأت به وتجزأت به أي اكتفأت به وتجزأت الإبل بالرطب عن الماء . قال الشاعر :


فإن الغدر في الأقوام عار وإن الحر يجزأ بالكراع



وأخبرني إبراهيم بن حميد ، حدثني الرياشي ، حدثنا محمد بن [ ص: 176 ] سلام في خبر قال: فقال الحسن: أي ذلك فعلت جزى عنك . أي قضى ، وأجزأني كفاني . قال الشاعر :


دع الخمر يشربها الغوى فإنني     رأيت أخاها مجزئا لمكانها



التالي السابق


الخدمات العلمية