الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يروى على وجهين قوله صلى الله عليه وسلم: "وأعوذ بك من الحور بعد الكور"  يروى براء غير معجمة ، والكون بالنون ، فحدثني أبو يعلى: محمد بن زهير بن الفضل ، حدثنا أحمد بن عبدة ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن عاصم [ ص: 186 ] الأحول ، عن عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أو خرج في وجه قال:   "أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، والحور بعد الكور ، وسوء المنظر في الأهل والمال" .

[ ص: 187 ] هكذا رواه بالراء ، وأما من رواه بالنون ، فحدثنا الحسن بن علي بن خلف ، حدثنا نصر بن داود ، حدثنا أبو عبيد ، حدثنا عباد بن عباد ، قال: سئل عاصم بن بهدلة عن هذا ، قال: ألم تسمع قوله: حار بعد ما كان ، يقول: إنه كان على حالة جميلة ، فحار عن ذلك أي رجع ، قلت أنا: يقال: حار إذا رجع ، وحار إذا تحير ، وحار: إذا نقص .

وذكر الهيثم بن عدي: أن الحجاج بن يوسف ، بعث رجلا على جيش أمره عليه إلى الخوارج ، ثم بعثه بعد ذلك تحت لواء غيره ، فقال له الرجل: هو الحور بعد الكور ؟ فقال له الحجاج: ما الحور بعد الكور ؟ قال: النقصان بعد الزيادة . فمن قال هذا أخذه من كور العمامة يعني [أنه قد تغيرت حال الرجل وانتقصت كما ينقص كور العمامة ] بعد الشد ، وكل هذا قريب بعضه من بعض في المعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية