الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يصحف: قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود [ ص: 190 ] حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها"  جملوها الجيم مفتوحة والميم غير مشددة ، معناه: أذابوها ، وهذا هو الصحيح ، ومن رواه: حملوها أو حملوها ، فهو خطأ ، وتصحيف ، وأما من رواه: جملوها ، بالجيم وتشديد الميم ، فليس بخطإ ، ويحتمل أن يكون على التكثير من جملوها –مخففة- فتكون مثل: قتلت ، قتلت ، وجميعا بمعنى أذابوها ، وهذا قريب ، وأما من رواه: جملوها ، بالجيم وتشديد الميم ، من تجميل الشيء وتحسينه ، فلا معنى له ها هنا ، والصحيح جملوها ، ويقال: جملت الشحم إذا أذبته ، وحكى أبو عبيد عن الكوفيين فيه ثلاث لغات ، قال: يقال جملت الشحم ، واجتملته ، وأجملته ، والجميل: الشحم المذاب ، قال الشاعر:


وإنا وجدنا النيب لو تنحرنها يعيش بنينا شحمها وجميلها



وقالت امرأة لابنتها: تعففي وتجملي أي: كلي الجميل ، يعني: [ ص: 191 ] الشحم المذاب ، وتعففي: اشربي العفافة ، وهو ما بقي في الضرع من اللبن .

وأخبرنا أحمد بن محمد بن الفضل التستري حدثنا أحمد بن يحيى ، عن ابن الأعرابي ، قال: دعت امرأة [عربية ] على رجل فقالت له: جملك الله ، أي: أذابك الله كما يجمل الشحم .

التالي السابق


الخدمات العلمية