الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يصحف فيه كثيرا: ما حدثنا به أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي ، حدثنا سريج بن يونس ، حدثنا فضالة بن حسين ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال: لقد أتى علينا زمان ، وما يرى أحدنا أنه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم ،  ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا تبايع الناس بالعينة" ومن لا يعلم يصحفه [ ص: 192 ] فيقول: إذا تتابع الناس بالغيبة ، فيصحف في موضعين ، ويحيل المعنى إلى معنى آخر ؛ والصحيح: تبايع تحت الياء التي تلي العين نقطتان من المبايعة ، والعينة: العين غير معجمة مكسورة ، يريد السلف ، ولا معنى للغيبة والتتابع ههنا .

وقريب من هذا: ما يصحف في حديث آخر روته أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب كما تتايع الفراش في النار" . قوله: تتايعوا ، أول الكلمة تاءان منقوطة فوقهما ، والثانية مشددة ؛ ويجوز تخفيفها ، وبعد الألف ياء تحتها نقطتان ، ومن [ ص: 193 ] لا يضبط يرويه: تتابعوا ، فيجعل بعد الألف باء تحتها نقطة . وفي حديث آخر أنه قال صلى الله عليه وسلم: "إني ممسك بحجزكم عن النار ، وتغالبوني ، فتتايعون تتايع الفراش في النار"  وهذا –أيضا- مثل الأول: بعد الألف ياء تحتها نقطتان ، وليس يضبط أمثال هذا إلا المتحفظ المتحرز ، والتتايع: التهافت في الشيء ، والمسارعة فيه ، قال الشاعر:


وجاءت تتايع فرسانها كما أتعب السابقون الحسيرا



وقال آخر :


كما تتايع الريح بالقفل



وقال أبو عبيد: يقال: في التتايع: إنه في اللجاج ، وهو يرجع إلى هذا المعنى ولم نسمعه في الخير ، وإنما سمعناه في الشر .

أخبرنا نفطويه ، أنبأنا أحمد بن يحيى ، عن محمد بن سلام قال: قال أبو عمرو: التتابع بالباء في الخير ، والتتايع بالياء في الشر .

التالي السابق


الخدمات العلمية