وقريب من هذا: ما يصحف في حديث آخر روته أسماء بنت يزيد قوله: تتايعوا ، أول الكلمة تاءان منقوطة فوقهما ، والثانية مشددة ؛ ويجوز تخفيفها ، وبعد الألف ياء تحتها نقطتان ، ومن [ ص: 193 ] لا يضبط يرويه: تتابعوا ، فيجعل بعد الألف باء تحتها نقطة . وفي حديث آخر أنه قال صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب كما تتايع الفراش في النار" . "إني ممسك بحجزكم عن النار ، وتغالبوني ، فتتايعون تتايع الفراش في النار" وهذا –أيضا- مثل الأول: بعد الألف ياء تحتها نقطتان ، وليس يضبط أمثال هذا إلا المتحفظ المتحرز ، والتتايع: التهافت في الشيء ، والمسارعة فيه ، قال الشاعر:
وجاءت تتايع فرسانها كما أتعب السابقون الحسيرا
وقال آخر :
كما تتايع الريح بالقفل
وقال يقال: في التتايع: إنه في اللجاج ، وهو يرجع إلى هذا المعنى ولم نسمعه في الخير ، وإنما سمعناه في الشر . أبو عبيد:
أخبرنا نفطويه ، أنبأنا أحمد بن يحيى ، عن محمد بن سلام قال: قال أبو عمرو: التتابع بالباء في الخير ، والتتايع بالياء في الشر .