الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يشكل ويحتاج إلى ضبط

ما حدثنا به يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا محمد بن إبراهيم أبو أمية ، حدثنا محمد بن الحسن ، عن المعلى بن زياد القردوسي ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن ليث ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الروح الأمين نفث في روعي: أنه لا تموت نفس حتى تستوفي رزقها ، فأجملوا في الطلب ،  ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق ، أن يتناول ما حرم الله عز وجل ، فإنه لن ينال ما عند الله تعالى إلا بطاعته " . يشكل في موضعين: في نفث ، وفي روعي ، وأما قوله: نفث ، فهو بالنون ، وقد رواه قوم: تفث ، بالتاء فوقها [ ص: 210 ] نقطتان ، وهو خطأ ، والنفث بالفم شبيه بالنفخ ، فأما التفل والنفث فلا يكون إلا ومعه شيء من الريق . ومنه قولهم: تفل في فيه . وأما تفث أول الكلمة تاء فوقها نقطتان ، فحدثني فضل بن الخصيب ، حدثنا أحمد بن الفرات ، حدثنا عبد الرازق ، عن معمر ، وحدثنا ابن أخي أبي زرعة ، حدثنا بحر بن نصر ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا يونس ، جميعا عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى تفث على نفسه بالمعوذات ، فلما اشتكى ، جعلت أتفث عليه " جميعا بالتاء فوقها نقطتان . وأما قوله: في روعي يجب أن تكون الراء مضمومة ولا يجوز ههنا: في روعي بفتح الراء . ومعنى روعي أي: في خلدي ونفسي ونحو ذلك ، وهذا بالضم ، وأما الروع بالفتح ، فالفزع وليس من هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية