الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يشكل وفيه خلاف: ما حدثنا به محمد بن الحسين [ ص: 217 ] بن سعيد ، أنبأنا ابن أبي خيثمة ، أنبأنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة ، زوجها إياه النجاشي ،  فقيل لأبي سفيان وهو يومئذ مشرك يحارب النبي صلى الله عليه وسلم: إن محمدا قد نكح ابنتك ، فقال: ذلك الفحل لا يقرع أنفه ، فدخل أبو سفيان على [ ص: 218 ] ابنته بعد ، فسمع يمازح النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يقول: ما هو إلا أن تركتك فتركتك العرب! ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول: "أنت تقول ذاك يا أبا حنظلة " هكذا رواه لنا بالراء غير المعجمة ، وكذا يرويه أصحاب الحديث ويرويه غيرهم من نقلة الأخبار واللغة: "أن ورقة بن نوفل قيل له: إن محمدا صلى الله عليه وسلم يخطب خديجة . فقال: ذاك القرم لا يقدع أنفه" بدال تحتها نقطة ، وإلى هذا يذهب أهل اللغة . والأصل في القدع: أن يعترض الفحل الناقة ، أو يفرع عليها فيرغب عن فحلته ، فيضرب أنفه بالرمح ويستشهد عليه بقول الشماخ :


إذا ما استافهن ضربن منه مكان الرمح من أنف القدوع



التالي السابق


الخدمات العلمية