الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يروى على وجهين أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: "لم يرح رائحة الجنة " و(لم يرح) بالفتح والضم ، جميعا صحيح ، وقال أبو عمرو ، يقال: (رحت الشيء فأنا أريحه إذا وجدت ريحه) وقال الكسائي ، هو: من راح الرجل ريح الروضة وأراحها ، إذا وجد ريحها ، وقال الأصمعي: لا أدري هو من رحت أو أرحت ؟ وقال أبو عبيد: وأنا أحسبه [ ص: 205 ] من غير هذه الثلاثة ، إنه لم يرح بفتح الراء ، وأنشد لأبي كبير:


كمشي السبنتى يراح الشفيفا



قال: فهذا بين أنه من رحت أراح ، قال: وحدثني ابن علية: لم يرح ، وغيره لم يرح .

ومما يجوز فيه الوجهان - وقد رويا جميعا ما حدثنا به أبو بكر بن دريد ، حدثنا الرياشي ، حدثنا الأصمعي ، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد الواحد بن أبي عون ، عن القاسم ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ، وارتدت العرب واشرأب النفاق ، ونزل [ ص: 206 ] بأبي ما لو نزل بالراسيات لهاضها ، فما اختلفوا في نقطة ، إلا طار أبي بحظها وسنائها . ثم ذكرت عمر رضي الله عنه ، فقالت: كان أحوزيا نسيج وحده ، قد أعد للأمور أقرانها . أحوزيا: بالزاي ، وأحوذيا: بالذال: فأما بالزاي ، فهو السابق الحسن السباق ، والأحوذي بالذال: المشمر في الأمور ، القاهر لها ، ويقال: معناهما: الخفيف ، وأنشدنا ابن دريد:


يحوذهن وله حوزي     كما يحوذ الفئة الكمي



يروى البيت بالذال والزاي جميعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية