الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأخبرني الهزاني ، عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: قال لي [ ص: 34 ] شعبة لو أتفرغ لجئتك . قال الأصمعي: وحدث يوما شعبة بحديث فقال فيه: فذوى السواك . فقال له رجل حضره: إنما هو فدوى . فنظر إلي شعبة ، فقلت له: القول ما قلت . فزجر القائل . هذا لفظ أبي بكر وقال الهزاني: قال لمخالفه: امش من ها هنا ، وقال: وهي كلمة من كلام الفتيان . وكان شعبة صاحب شعر قبل الحديث ، وكان يحسن .  

ووجدت بخط عسل بن ذكوان ، عن الأرزي قال: قال علي بن المديني: كان شعبة يخطئ في أسماء الرجال .

وحدثنا ابن أخي أبي زرعة ، حدثنا حنبل بن إسحاق ، [ ص: 35 ] قال: سألت أحمد بن حنبل ، عن عفان فقال: كان عفان ، وبهز بن أسد ، وحبان بن هلال من المتثبتين ، قال: وقال عفان: [ ص: 36 ] كنت أوقف شعبة على الأخبار ، وكان يرجع إلى قول عفان ، وكان أضبط للرجال .

وحدثني أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان ، سمعت أبا داود السجستاني يقول: روى حماد بن سلمة ، عن يعلى بن عطاء فقال: عن وكيع بن حدس بالحاء . فقال: وهكذا قال سفيان ، وأبو عوانة ، وقال شعبة: ، وكيع بن عدس بالعين ، [ ص: 37 ] وقال هشيم: مثله . قال أبو داود: وسمعت أحمد بن حنبل يقول: وهم فيه هشيم ، أخذه عن شعبة .

أخبرنا أبو بكر بن الأنباري ، حدثني أبي عن أحمد بن عبيد قال: حضرت مجلس يزيد بن هارون ، فأملى: عن شهر بن حوشب ، فقال لي رجل كان إلى جانبي: كيف قال عن شهر أو شهرين ؟!

وأخبرنا ابن المغلس ، حدثنا إسحاق بن وهب قال: كنا عند يزيد بن هارون ، وكان له مستمل يقال: له: [أبو عقيل لقبه ] بربخ ، فسأله رجل عن حديث ، فقال يزيد بن هارون: [ ص: 38 ] حدثنا به عدة . قال: فصاح به المستملي يا أبا خالد عدة ابن من ؟! فقال: عدة ابن فقدتك .

حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أحمد بن يحيى ، عن محمد بن سلام قال: كان لسهيل بن عمرو ابن [ ص: 39 ] مضعوف فقال له إنسان يوما: أين أمك ؟ يريد: أين تؤم ؟ فظن أنه يريد: أين أمك . فقال ذهبت لتشتري دقيقا . فقال: أساء سمعا فأساء إجابة . وإلى ها هنا ليس من التصحيف ولكنه يتعلق بما قبله .

أخبرنا ابن دريد ، أنبأنا أبو حاتم السجستاني قال: ذكر شهر بن حوشب عند ابن عون فقال: ذاك رجل [ ص: 40 ] نزكوه يعني: طعنوا فيه ، كأنهم ضربوه بالنيازك ، قال فصحف أصحاب الحديث وقالوا: ذاك رجل تركوه .

[ ص: 41 ] قلت [أنا ]: وإنما تكلم فيه ابن عون . ويقال: رجل نزك طعان في الناس كأنه يطعن بنيزك وهو دون الرمح له سنان وزج ، قال الراجز:


هز الغلام الديلمي النيزكا



وقال أبو الدرداء رضي الله عنه ، وذكر الأبدال: ليسوا بنزاكين . والنازكون: العيابون للناس .

[ ص: 42 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية