الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يشكل في ألفاظ الصلاة أيضا قولهم: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد جخ "  بعد الجيم خاء مشددة [ ص: 233 ] معجمة ؛ هكذا يرويه أصحاب الحديث ، والصحيح جخى بالياء ، وقد رواه بعضهم "جحى بمرفقيه عن جنبيه" حدثنا أبو بكر بن الأنباري حدثنا محمد بن يونس القرشي حدثنا حبان بن هلال ، حدثنا سعيد بن زيد ، عن يحيى بن أبي أنيسة ، عن إياد بن لقيط ، عن البراء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه كان إذا سجد جخى بمرفقيه عن جنبيه " . قال أبو بكر ، قال محمد بن يونس: جخ ، والصواب: جخى بالياء ، والخاء معجمة مشددة ، ومعنى التجخية: الميل ، يريد أنه تجافى وتقوس حتى يرى ظهره بارزا فيه تقوس وميل ، وتجافى عن الأرض ، يقال: للشيخ إذا انحنى جخى يجخي تجخية وقد قال الشاعر :


لا خير في الشيخ إذا ما جخى



ويروى: إذا ما اجلخا .

وأما الحديث الآخر: "كان إذا سجد صلى الله عليه وسلم خوى " الخاء معجمة والواو مشددة ، معناه: رفع عجيزته [ ص: 234 ] وتجافى عن الأرض ، يقال: إنه مأخوذ من خواء الفرس ، وهو ما بين قوائمه . قال الشاعر :


يسد خواء طبييها الغبار



ويقال: خوى البعير إذا تجافى عن الأرض في بروكه ، فصار بينه وبينها خواء ، أي فجوة ، فكأن قوله خوى جعل بينه وبين الأرض خواء أي هواء وفجوة . وفي كلام بعض الفصحاء: وأخوي تخوية الظليم ، يعني عند البول .

التالي السابق


الخدمات العلمية