[ ص: 268 ] حدثنا الحسين بن أحمد بن بسطام ، حدثنا محمد بن بزيع حدثنا ، عن ابن عيينة ، عن ابن عجلان سعد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة رضي الله عنها قالت: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: عائشة فعمر "إنه كان في الأمم محدثون ، فإن يكن في أمتي [ ص: 269 ] رحمة الله عليه" فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم "محدثون" يريد ما يصيبون إذا ظنوا . يقال: رجل محدث يصيب رأيه ويصدق ظنه إذا توهم ، فكأنه حدث بشيء فقاله . عن
وفي حديث آخر: "محدثين مروعين" والمروع الذي يلقى في روعه الشيء ومنه قوله عليه الصلاة والسلام "نفث في روعي" أي في خلدي وفي نفسي ، ومثله الألمعي والنقاب . وقال الشاعر :
نقاب يحدث بالغائب
وأخبرني الحسين بن بسطام ، حدثنا ، حدثنا محمد بن ميمون سفيان ، عن ، عن مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة قال: كان الرجل يحدث طارق بن شهاب عمر رضي الله عنه بالحديث ، فيكذب فيه ، فيقول عمر: اخنس هذه . فيقول الرجل: كل ما حدثتك حق إلا ما قلت لي: اخنس .
وفي حديث آخر: -بفتح الراء- قيل: [ ص: 270 ] وما المفردون ؟ قال: الذين أهتروا بذكر الله عز وجل " "سبق المفردون وقال: المفردون هم الشيوخ الهرمى الذين قد تقلل لداتهم [من الناس ] وذهب القرن الذين كانوا فيه فصاروا مفردين ، وقد قال الشاعر :
إذا ما مضى القرن الذي أنت منهم وخلفت في قرن فأنت غريب
[ ص: 271 ] وقوله: الذين أهتروا بذكر الله أي نسبوا إلى الخرف في كثرة ذكر الله عز وجل ويقال: خرف فلان في ذكر الله يراد قد هرم وهو يطيع الله عز وجل ويذكره . ويجوز أن يكون المفردون الذين قد تفردوا وتحلوا بذكر الله تعالى واشتهروا بالذكر والتسبيح .