الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يحتمل وجهين وفيه اختلاف ، ما حدثنا به ابن أبي داود ، حدثنا عيسى بن حماد زغبة حدثنا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن الحجاج الأسلمي حدثه عن أبيه "أنه سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يذهب عني مذمة الرضاع ؟  قال: الغرة العبد أو الأمة " رواه لنا مذمة الرضاع الذال مفتوحة ، وأكثر أصحاب الحديث يروونه بفتح الذال وكان أبو بكر بن دريد ينكر هذا ويقول هو مذمة الرضاع بكسر الذال ، ويفرق بين مذمة فيجعله من الذمام ، وبين مذمة فيجعله من الذم ، وهو مذهب أبي زيد ، حكي عنه أنه قال: المذمة بالكسر من الذمام ، والمذمة بالفتح من الذم ، وحكي عن يونس قال: يقال: أخذتني منه مذمة ومذمة ، وقال غيره: أذهب مذمتهم بشيء بالكسر أي أعطهم شيئا ، فإن لهم عليك ذماما . وقال ابن الأعرابي وغيره: هما واحد يقال لك مني ذمام وذمامة [ ص: 275 ] مفتوح الذال ، ومذمة: ومذمة ، ويقال ذممتك مذمة وذما ومذمة .

وأما الحديث الآخر فليس من هذا ، ولكن ربما صحف [ ص: 276 ] "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببئر ذمة" ، وهي القليلة الماء التي تذم وقد سمعت من يصحفه فيقول: مر ببئر رومة ، وبئر رومة أعذب بئر كانت بالمدينة وأغزرها ، ولم تكن ذمة وإنما البئر الذمة ما تذم لقلة مائها . قال الشاعر:


وقد ضمرت حتى كأن عيونها ذمام الركايا أنكزتها المواتح



التالي السابق


الخدمات العلمية