طوبى لمن كانت له مزخة يزخها ثم ينام الفخة
وقد رواه بعضهم حتى سمعت فحيحه ، بالحاء غير معجمة ، وذهبوا إلى قولهم: فحت الأفعى فحيحا ، والأول أصوب ، وفي [ ص: 287 ] حديث رضي الله عنهما حتى سمعت جخيفه ، وفسروه الصوت ، والجخيف في غير هذا: الوعيد ، ويكون الكبر أيضا . ابن عمر
ورووا في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يغفر الله للمؤذن مد صوته " . والصحيح مدى صوته بزيادة ياء ، [ ص: 288 ] والدال مخففة ، ومداه: مقدار ما يبلغه الصوت ، وحدثني به أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي ، حدثني أبي ، حدثنا ، حدثنا سعيد بن منصور سفيان ، عن ، عن صفوان بن سليم ، عطاء بن يسار رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يغفر للمؤذن مدى صوته ، ويشهد له ما يسمعه من رطب ويابس " . أبي سعيد الخدري عن
ورووا في حديث رضي الله عنه ابن مسعود وإنما هو: أن تسمع سوادي حتى أنهاك ، بعد السين [ ص: 289 ] واو ، وبعد الألف دال ، والسواد هو السرار بعينه ، ولكن الرواية بالواو والدال ، وإن كان المعنى واحدا . والسين من السواد مكسورة ، ولا يجوز ها هنا بالفتح ولا الضم عند البصريين ، وقال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذنك علي أن ترفع الحجاب ، وتسمع سراري حتى أنهاك " السواد: السرار . ساودته مساودة وسوادا إذا ساررته ، ولم يعرف السواد بضم السين . وقال الأصمعي: يجوز ضم السين ، وهو مثل جوار وجوار ، ولم يروه بالضم أحد . وكأن أبا عبيد جعل السواد بالكسر المصدر ، والسواد بالضم الاسم منه ، وقال أبو عبيد: الأحمر: هو من إدناء سوادك من سواده ، وهو الشخص: قال هو من السرار أيضا لأن السرار لا يكون إلا بإدناء السواد . أبو عبيد:
وأخبرنا نفطويه ، عن قال: قال أحمد بن يحيى ابن الأعرابي: السواد السرار . وقال ابن الأعرابي: الكلام الخفي والمخالاة ، وقال: وكان مع ابنة الخس غليم أسود ترب لها تلاعبه ، [ ص: 290 ] فلما بلغا ، إذا لها بطين قد نتأ ، فقيل لها: ما هذا ؟ فقالت: طول السواد ، وقرب الوساد ، وبعد البيت من الناد ، قال ابن الأعرابي: والسواد بالضم أن يكون عند الإنسان أو البعير الماء العذب ثم يشرب الماء الملح ، فيرم عليه وجهه وكبده ، فذلك السواد ، ورجل مسود: به هذا الداء . قال: والسواد ، والسواد: السرار أيضا ، وأنشدني محمد بن علي بن إسماعيل المهرياني :
عن ذات أولية أساود ربها وكأن لون الملح فوق شفارها
[ ص: 291 ]