الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يروى على وجهين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مضمضوا من اللبن ، فإن له دسما " .  ومصمصوا بالصاد غير معجمة ، وهو قريب .

حدثني أبي ، أخبرنا عسل بن ذكوان ، حدثنا الرياشي ، قال: سألت الأصمعي عن المضمضة مثل المصمصة ؟ فقال: نعم ، ذكره حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي عزة ، قال: كنا نمصمص من اللبن ، ولا نمضمض من التمر . يعني على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وغيره يقول: [ ص: 293 ] المصمصة الدلك والغسل . وقرأت على أبي بكر بن دريد في الجمهرة: فمضمضت الإناء ومصمصته إذا غسلته ودلكته ، وقال بعض أهل العلم: المضمضة بالفم كله ، والمصمصة بصاد غير معجمة بطرف اللسان في الشفتين ؛ قال: وفي حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فإذا قاتل العدو حتى يقتل فتلك تمضمضه ذنوبه " أراد صلى الله عليه وسلم أن القتل طهور له من الذنوب كما تطهر الفم المضمضة ، قال: ومنه حديث أبي قلابة: كنا نمصمص من اللبن ، بصاد غير معجمة . وقال بعضهم: فرق ما بينهما شبيه بفرق القبضة والقبصة ، لأن القبضة بالكف كلها ، والقبصة بأطراف الأصابع .

التالي السابق


الخدمات العلمية