الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يشكل قوله صلى الله عليه وسلم عند ذكر عمر رضي الله عنه: "فاستحالت في يده غربا " استحالت الحاء غير [ ص: 301 ] معجمة ، وغربا بالغين معجمة والراء ساكنة ، ومن لا يعلم يرويه استجالت بالجيم ، ويحرك الراء من الغرب .

حدثنا محمد بن القاسم بن بشار ، حدثنا أبو بكر الوراق ، حدثنا قرة بن حبيب ، حدثنا صخر بن جويرية ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بينا أنا على بئر أنزع منها إذ جاء أبو بكر ، وعمر ، فأخذ أبو بكر الدلو ، فنزع ذنوبا أو ذنوبين ، وفي نزعه ضعف ، والله يغفر له ، ثم أخذ الدلو عمر فنزع فاستحالت غربا في يده ، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه ، فنزع حتى ضرب الناس بعطن " .

[ ص: 302 ] معنى قوله صلى الله عليه وسلم: استحالت: تغيرت من حال إلى حال ، وانتقلت من الصغر إلى الكبر ، وصارت في يده غربا ، والغرب -ساكنة الراء- الدلو العظيم الذي يكون من مسك ثور للسانية ، أراد صلى الله عليه وسلم أن عمر رضي الله عنه لما أخذ الدلو من أبي بكر رضي الله عنهما عظمت في يده ، أي اتسع الإسلام ، لأن الفتوح كانت في أيام عمر  رضي الله عنه ، والغرب الماء الذي يسيل بين البئر والحوض بفتح الراء ، وقوله: "حتى ضرب الناس بعطن " أي بركوا آمنين مستريحين ، والأعطان: مبارك الإبل ، واحدها عطن .

التالي السابق


الخدمات العلمية