الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يصحف ويشكل شديدا قوله صلى الله عليه وسلم: "يقر الشيطان في أذن وليه "  ويقز الشيطان قزة بالزاي المعجمة [ ص: 311 ] ولا يكادون يفرقون بينهما . فحدثنا عبد الملك بن نصر الدقاق وأخبرني عبد الله بن سيف ، قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن ابن جريج ، عن ابن شهاب ، عن يحيى بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان ،  فقال: ليسوا بشيء . فقال: إنهم يحدثون بأشياء تكون حقا!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك الكلمة من الحق" زاد ابن سيف في حديثه "يخطفها الجني ، فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة ، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة " قوله فيقرها: القاف مضمومة والراء غير معجمة ، ومعناه الصب . [ ص: 312 ] يقال: قرت الحمامة فرخها إذا صبت في حلقه . ويقال: قر عليه دلوا من ماء إذا صبها عليه .

وأما يقز بضم القاف وبالزاي المعجمة فقد روي في حديث لست أضمن عهدته: "إن إبليس ليقز القزة من المشرق إلى المغرب" أي يثب ، يقال: قز يقز ويقز إذا وثب . وحكى بعضهم: وقز يقز ، وقال يقال: وقز وضفر وقفز وأبز ونقز ونفز وقزل وضبر بالراء إذا وثب .

قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله اللغوي العسكري . وأما حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه ، حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يفزك من أن يقال لا إله إلا الله " فهو بالفاء والياء مضمومة ؛ ومن لا يضبطه يرويه: "ما يفرك أن يقال لا إله إلا الله" فيفتح الياء من يفرك وهو خطأ . قال أبو عبيد : إن بعض المحدثين روى أن النبي صلى الله عليه [ ص: 313 ] وسلم قال: "ما يفرك" بفتح الياء وضم الفاء ، وهذا تصحيف وقلب المعنى ، والصواب يفزك بضمها . يقال أفززت الرجل إذا فعلت ما يفز منه .

وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "ما كان الله لينفر عن قاتل المؤمن "  فإنه بزيادة نون ساكنة ، والياء مضمومة والفاء مكسورة والراء غير معجمة ، ومعناه: ما كان الله ليقلع . وقال الشاعر :

[ ص: 314 ]

وما أنا عن أعداء قومي بمنفر



وسئل أبو عمرو عن قوله "لينفر" فقال: لا أعرفه .

التالي السابق


الخدمات العلمية