الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يصحف فيه قديما قوله صلى الله عليه وسلم: "أنهاكم عن القزع "  بالزاي المعجمة مفتوحة ، وهو أن يحلق بعض [ ص: 329 ] رأس الصبي ويترك بعضه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "احلقوا كله أو دعوه كله " . وأصل القزع: قطع من السحاب تبقى في السماء ، واحدته قزعة بتسكين الزاي ، فشبه ما بقي من الشعر في الرأس به قال الراجز:


قالت لرأسي والكريم يصلع ما رأسه إلا جبين أجمع     وفي النواحي قزع مقزع



وأما الحديث الآخر: "ولو بلغت قنذعة رأسه " بالذال فوقها نقطة فإنه تصحيف ، وإنما هو "ولو بلغت قنزعه رأسه " [ ص: 330 ] بالزاي ، وهو أيضا ما بقي في الرأس من الشعر متفرقا في أماكن ، والجمع قنازع ، يقال لما بقي من شعره: الأعناص وقنازع واحدتها عنصوة ، وقنزعة قال أبو النجم:


ميز عنه قنزعا عن قنزع



وصحفه بعض المحدثين فقال: قنذع بالذال المعجمة . أخبرني به ابن أخي أبي زرعة ، حدثني عمي ، حدثنا الحوضي ، وسليمان بن حرب ، قالا: حدثنا شعبة ، عن يزيد بن خمير ، عن زرعة أبي [ ص: 331 ] عبد الرحمن أنه مر برجل على أبي أيوب رضي الله عنه في غزوة وقد حملوه على حمال من الوجع ، فقال: أبشر ، فما من مسلم يمرض في سبيل الله تعالى إلا حط الله عنه خطيئته ولو بلغت قنذعة رأسه .  كذا قال ، بالذال المنقوطة ، قال أبو زرعة قال لنا سليمان بن حرب: سألت الأصمعي عن القنذعة ، فلم يدر ما هو ، وقد روي في حديث آخر: "أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن القنازع " ومعناه مثل معنى القزع ، حدثناه أحمد بن جعفر الأشعري ، حدثنا روح بن عصام ، حدثنا أبي عن سفيان ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القنازع " ، وهو أن يؤخذ الشعر ويترك منه شيء متفرق في أماكن .

وفي حديث آخر يجري مع هذا: "لا فرع ولا عتيرة " .

وفي حديث آخر: "لا فرعة" وجميعا بالفاء ، والراء غير معجمة ، والفرع: ذبيحة كانوا يذبحونها لأصنامهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية