الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر النوع الرابع من معرفة علم الحديث

النوع الرابع من هذا العلم: معرفة المسانيد من الأحاديث.

وهذا علم كبير من هذه الأنواع، لاختلاف أئمة المسلمين في الاحتجاج بغير المسند.

والمسند من الحديث: أن يرويه المحدث عن شيخ يظهر سماعه منه لسن يحتمله، وكذلك سماع شيخه من شيخه، إلى أن يصل الإسناد إلى صحابي مشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.  

[ ص: 138 ] [ ص: 139 ] [ ص: 140 ] [ ص: 141 ] ومثال ذلك ما:

36 - حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد، قال حدثنا الحسن بن مكرم ، قال حدثنا عثمان بن عمر ، قال أخبرنا يونس ، عن الزهري ، عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه: أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما، حتى سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج حتى كشف ستر حجرته، فقال: "يا كعب ضع من دينك هذا"، وأشار إليه أي الشطر، فقال: نعم، فقضاه.

وبيان مثال ما ذكرته: أن سماعي، من ابن السماك ظاهر وسماعه من الحسن بن مكرم ظاهر، وكذلك سماع الحسن من عثمان بن عمر ، وسماع عثمان بن عمر من يونس بن يزيد ، وهو عال لعثمان ، ويونس معروف بالزهري ، وكذلك الزهري ببني كعب بن مالك ، وبنو كعب بن مالك بأبيهم، وكعب برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته.

وهذا مثل ضربته لألوف من الحديث، يستدل بهذا الواحد على جملتها من رزق فهم هذا العلم.

[ ص: 142 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية