قال أبو عمر : صهيب مع فضله وورعه حسن الخلق مداعبا ، روينا عنه أنه قال : وكان جئت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بقباء ، وبين أيديهم رطب وتمر ، وأنا أرمد فأكلت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نأكل التمر على عينك ؟ فقلت : يا رسول الله ، آكل في شق عيني الصحيحة . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه . وأوصى إليه بالصلاة بجماعة المسلمين حتى يتفق أهل الشورى ، استخلفه على ذلك ثلاثا ، وهذا مما أجمع عليه أهل السير والعلم بالخبر حدثنا عمر حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، حدثنا عفان ، حدثنا [قال : ] ، حدثنا حماد بن سلمة ، ثابت ، عن عن معاوية بن قرة ، عائذ بن عمرو أبا سفيان مر على سلمان ، وصهيب ، فقالوا : ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها ؟ [ ص: 733 ] فقال لهم وبلال ، أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ؟ ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالوا . فقال : يا أبو بكر : لعلك أغضبتهم ، والذي نفسي بيده لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك . فرجع فقال : يا إخواني ، لعلي أغضبتكم . فقالوا : يا أبا بكر ، يغفر الله لك . أبا بكر وفضائل صهيب ، أن وسلمان ، وبلال ، وعمار ، وخباب ، والمقداد ، لا يحيط بها كتاب ، وقد عاتب الله تعالى نبيه فيهم في آيات من الكتاب . وأبي ذر ،
صهيب بالمدينة سنة ثمان وثمانين في شوال . وقيل : مات في سنة تسع وثلاثين ، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة . وقيل : ابن تسعين ، ودفن بالبقيع . ومات
وروى عنه من الصحابة ومن التابعين عبد الله بن عمر ، كعب الأحبار ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأسلم مولى عمر ، وجماعة . يعد في المدنيين .