الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              251 - ثابت بن الدحداح ، ويقال : ابن الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس ، يكنى أبا الدحداح ، كان في بني أنيف أو في بني العجلان من بلى حليف بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف .

                                                              قال محمد بن عمر الواقدي . حدثني عبد الله بن عمار الخطمي ، قال :

                                                              أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أحد والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم ، فجعل يصبح : يا معشر الأنصار ، إلي إلي ، أنا ثابت بن الدحداحة إن كان محمد قتل فإن الله حي لا يموت . فقاتلوا عن دينكم ، فإن الله مظهركم وناصركم .

                                                              فنهض إليه نفر من الأنصار فجعل يحمل بمن معه من المسلمين .
                                                               وقد وقفت له كتيبة خشناء فيها رؤساؤهم : خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب ، فجعلوا يناوشونهم . وحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فطعنه فأنفذه ، فوقع ميتا ، وقتل من كان معه [ ص: 204 ] من الأنصار ، فيقال : إن هؤلاء آخر من قتل من المسلمين يومئذ .

                                                              قال محمد بن عمر الواقدي : وبعض أصحابنا الرواة للعلم يقولون : إن ابن الدحداحة برأ من جراحاته تلك . ومات على فراشه من جرح كان قد أصابه ، ثم انتقض به مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية [سنة ست من الهجرة] .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية