2739 - وحشي بن حرب الحبشي.
من سودان مكة مولى لطعيمة بن عدي.
ويقال: هو مولى جبير بن مطعم بن عدي، كذا قال وأكثرهم قال: يكنى ابن إسحاق، أبا دسمة، وهو الذي حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم يوم قتل أحد، وكان يومئذ وحشي كافرا، استخفى له خلف حجر ثم رماه بحربة كانت معه، وكان يرمي بها رمي الحبشة فلا يكاد يخطئ. واستشهد حينئذ، ثم أسلم حمزة وحشي بعد أخذ الطائف، وشهد اليمامة، ورمى مسيلمة بحربته التي قتل بها وزعم أنه أصابه [ ص: 1565 ] وقتله، وكان يقول: قتلت بحربتي هذه خير الناس وشر الناس، حكى ذلك حمزة، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري وحشي. وفي خبره ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوحشي - حين أسلم: غيب وجهك عني يا وحشي، لا أراك. وذكر عن ابن إسحاق قال: سمعت سليمان بن يسار يقول: سمعت قائلا يقول يوم ابن عمر اليمامة: قتله العبد الأسود. وقال عن موسى بن عقبة، مات ابن شهاب: وحشي بن حرب في الخمر فيما زعموا.
قال رويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عن ولده أبو عمر: وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب، عن أبيه حرب بن وحشي، عن أبيه وحشي، وهو إسناد ليس بالقوي، يأتي بمناكير. وقد ظن بعض أهل الحديث أن هذا الإسناد: وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده ليس هو وحشي هذا فغلط والله أعلم. وزعم محمد بن الحسين الأزدي الموصلي أن وحشي بن حرب الذي يروي عنه ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب غير أبي دسمة قاتل وأن ذلك كان يسكن حمزة، دمشق، وهذا الذي روى عنه ولده سكن حمص، وليس كما قال، والذي سكن حمص هو الذي قتل ولا يصح حمزة، وحشي بن حرب غيره.
والدليل على ذلك ما حدثنا قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، إبراهيم بن إسحاق بن مهران، قال: حدثنا محمد بن نمير، قال: حدثنا قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، قال: خرجت أنا جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، فمررنا بحمص وبها وحشي، فقلنا: لو أتيناه فسألناه عن قتله كيف [ ص: 1566 ] قتله؟ فأقبلنا نحوه فلقينا رجلا ونحن نسأل عنه، فقال: إنه رجل قد غلبت عليه الخمر، فإن تجداه صاحيا تجداه رجلا عربيا يحدثكما ما شئتما من حديث، وإن تجداه على غير ذلك فانصرفا عنه. قال: فأقبلنا حتى انتهينا إليه . . . حمزة
وذكر تمام الخبر.
وفي هذا ما يدل على أن وحشيا قاتل سكن حمزة حمص، وهو الذي يحدث عنه ولده. وهو إسناد ضعيف لا يحتج به. وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم ترو بغير ذلك الإسناد، والله أعلم.