لقد علمت ما هؤلاء ينطقون والعلم والظن بمنزلة اليمين. فلذلك لقيت العلم بما) فقال: (علمت ما هؤلاء) كقول القائل: والله ما أنت بأخينا. وكذلك قوله: (وظنوا ما لهم من محيص) .
ولو أدخلت العرب (أن) قبل (ما) فقيل: علمت أن ما فيك خير وظننت أن ما فيك خير كان صوابا. ولكنهم إذا لقي شيئا من هذه الحروف أداة مثل (إن) التي معها اللام أو استفهام كقولك : اعلم لي أقام عبد الله أم زيد (أو لئن) ولو اكتفوا بتلك الأداة فلم يدخلوا عليها (أن) ؛ ألا ترى قوله ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه لو قيل: أن ليسجننه كان صوابا كما قال الشاعر:
وخبرتما أن إنما بين بيشة ونجران أحوى والمحل خصيب
فأدخل أن على إنما فلذلك أجزنا دخولها على ما وصفت لك من سائر الأدوات.