الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ويكأن الله  في كلام العرب تقرير كقول الرجل: أما ترى إلى صنع الله.

                                                                                                                                                                                                                                      وأنشدني:


                                                                                                                                                                                                                                      ويكأن من يكن له نشب يح بب ومن يفتقر يعش عيش ضر



                                                                                                                                                                                                                                      قال الفراء: وأخبرني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها: أين ابنك ويلك؟ فقال: ويكأنه وراء البيت. معناه: أما ترينه وراء البيت. وقد يذهب بعض النحويين إلى أنهما كلمتان يريد ويك أنه، أراد ويلك، فحذف اللام وجعل (أن) مفتوحة بفعل مضمر، كأنه قال: ويلك أعلم أنه وراء البيت، فأضمر (أعلم) . ولم نجد العرب تعمل الظن والعلم بإضمار مضمر في أن. وذلك أنه يبطل إذا كان بين الكلمتين أو في آخر الكلمة، فلما أضمره جرى مجرى الترك ألا ترى أنه لا يجوز في الابتداء أن تقول: يا هذا أنك قائم، ولا يا هذا أن قمت تريد: علمت أو أعلم أو ظننت أو أظن. وأما حذف اللام من (ويلك) حتى تصير (ويك) فقد تقوله العرب لكثرتها في الكلام قال عنترة:


                                                                                                                                                                                                                                      ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها     قول الفوارس ويك عنتر أقدم



                                                                                                                                                                                                                                      وقد قال آخرون: إن معنى (ويكأن) أن (وي) منفصلة من (كأن) كقولك للرجل:

                                                                                                                                                                                                                                      وي، أما ترى ما بين يديك، فقال: وي، ثم استأنف (كأن) يعني (كأن الله يبسط الرزق) وهي تعجب، و (كأن) في مذهب الظن والعلم. فهذا وجه مستقيم. ولم تكتبها العرب منفصلة، [ ص: 313 ] ولو كانت على هذا لكتبوها منفصلة. وقد يجوز أن تكون كثر بها الكلام فوصلت بما ليست منه كما اجتمعت العرب على كتاب (يا بن أم) (يا بنؤم) قال: وكذا رأيتها في مصحف عبد الله وهي في مصاحفنا أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لخسف بنا قراءة العامة (لخسف) وقد قرأها شيبة والحسن - فيما أعلم- (لخسف بنا) وهي في قراءة عبد الله (لا نخسف بنا) فهذا حجة لمن قرأ (لخسف) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية