الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه  إنما جرى ذكر هذا لرجل كان يقال له جميل بن أوس ويكنى أبا معمر. وكان حافظا للحديث كثيره، فكان أهل مكة يقولون: له قلبان وعقلان من حفظه فانهزم يوم بدر، فمر بأبي سفيان وهو في العير، فقال: ما حال الناس يا أبا معمر؟ قال: بين مقتول وهارب. قال: فما بال إحدى نعليك في رجلك والأخرى في يدك؟

                                                                                                                                                                                                                                      قال: لقد ظننت أنهما جميعا في رجلي فعلم كذبهم في قولهم: له قلبان. ثم ضم إليه وما جعل

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم أي هذا باطل كما أن قولكم في جميل باطل. إذا قال الرجل: امرأته عليه كظهر أمه  فليس كذلك، وفيه من الكفارة ما جعل الله. وقوله تظاهرون خفيفة قرأها يحيى بن وثاب. وقرأها الحسن (تظهرون) مشددة بغير ألف. وقرأها أهل المدينة (تظهرون) بنصب التاء، وكل صواب معناه متقارب العرب تقول: عقبت وعاقبت، عقدتم الأيمان و (عاقدتم ولا تصعر خدك [ ص: 335 ] و(لا تصاعر) اللهم لا تراء بي، وترأ بي. وقد قرأ بذلك قوم فقالوا: (يراءون) و (يرءون) مثل يرعون. وقد قرأ بعضهم (تظاهرون) وهو وجه جيد لا أعرف إسناده.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وما جعل أدعياءكم أبناءكم

                                                                                                                                                                                                                                      كان أهل الجاهلية إذا أعجب أحدهم جلد الرجل وظرفه ضمه إلى نفسه،  وجعل له مثل نصيب ذكر من ولده من ميراثه. وكانوا ينسبون إليهم، فيقال: فلان بن فلان للذي أقطعه إليه. فقال الله ذلكم قولكم بأفواهكم وهو باطل والله يقول الحق غير ما قلتم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية