ثم أمرهم فقال: ادعوهم لآبائهم أي انسبوهم إلى آبائهم وقوله فإن لم تعلموا آباءهم فانسبوهم إلى نسبة مواليكم الذين لا تعرفون آباءهم: فلان بن عبد الله، بن عبد الرحمن ونحوه.
وقوله: وليس عليكم جناح فيما لم تقصدوا له من الخطأ، إنما الإثم فيما تعمدتم. وقوله ولكن ما تعمدت قلوبكم ما) في موضع خفض مردودة على (ما) التي مع الخطأ.
وقوله: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وفي قراءة أو عبد الله (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم) ، وكذلك كل نبي. وجرى ذلك لأن المسلمين كانوا متواخين، وكان الرجل إذا مات عن أخيه الذي آخاه ورثه دون عصبته وقرابته فأنزل الله أبي النبي أولى من المسلمين بهذه المنزلة، وليس يرثهم، فكيف يرث المؤاخي أخاه! وأنزل وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في الميراث في كتاب الله أي ذلك في اللوح المحفوظ عند الله.
وقوله من المؤمنين والمهاجرين إن شئت جعلت (من) دخلت لـ (أولى) بعضهم أولى ببعض [ ص: 336 ] من المؤمنين والمهاجرين بعضهم ببعض، وإن شئت جعلتها- يعني من- يراد بها: وأولو الأرحام من المؤمنين والمهاجرين أولى بالميراث.