وقوله: ولو دخلت عليهم من أقطارها يعني نواحي المدينة ثم سئلوا الفتنة يقول:
الرجوع إلى الكفر لآتوها يقول. لأعطوا الفتنة. فقرأ عاصم بتطويل الألف. وقصرها أهل والأعمش المدينة: (لأتوها) يريد: لفعلوها. والذين طولوا يقولون: لما وقع عليها السؤال وقع عليها الإعطاء كما تقول: سألتني حاجة فأعطيتكها وآتيتكها.
وقد يكون التأنيث في قوله لآتوها للفعلة، ويكون التذكير فيه جائزا لو أتى، كما تقول عند الأمر يفعله الرجل: قد فعلتها، أما والله لا تذهب بها، تريد الفعلة.
وقوله: وما تلبثوا بها إلا يسيرا يقول: لم يكونوا ليلبثوا بالمدينة إلا قليلا بعد إعطاء الكفر حتى يهلكوا.