الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإنا أو إياكم لعلى هدى  قال المفسرون معناه: وإنا لعلى هدى وأنتم في ضلال مبين، معنى (أو) معنى الواو عندهم. وكذلك هو في المعنى. غير أن العربية على غير ذلك: لا تكون (أو) بمنزلة الواو. ولكنها تكون في الأمر المفوض، كما تقول: إن شئت فخذ درهما أو اثنين، فله أن يأخذ واحدا أو اثنين، وليس له أن يأخذ ثلاثة. وفي قول من لا يبصر العربية ويجعل (أو) بمنزلة الواو يجوز له أن يأخذ ثلاثة لأنه في قولهم بمنزلة قولك: خذ درهما واثنين. والمعنى في قوله وإنا أو إياكم إنا لضالون أو مهتدون، وإنكم أيضا لضالون أو مهتدون، وهو يعلم أن رسوله المهتدي وأن غيره الضال: الضالون. فأنت تقول في الكلام للرجل: إن أحدنا لكاذب فكذبته تكذيبا غير مكشوف. وهو في القرآن وفي كلام العرب كثير: أن يوجه الكلام إلى أحسن مذاهبه إذا عرف كقولك: والله لقد قدم فلان وهو كاذب فيقول العالم: قل:

                                                                                                                                                                                                                                      إن شاء الله أو قل فيما أظن فيكذبه بأحسن من تصريح التكذيب، ومن كلام العرب أن يقولوا.

                                                                                                                                                                                                                                      قاتله الله: ثم يستقبحونها، فيقولون: قاتعه وكاتعه. ويقولون جوعا دعاء على الرجل، ثم يستقبحونها فيقولون: جودا، وبعضهم: جوسا. ومن ذلك قولهم: ويحك وويسك، إنما هي ويلك إلا أنها دونها بمنزلة ما مضى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية