الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إلا من هو صال الجحيم  إلا من قدر له أن يصلى الجحيم في السابق من علم الله.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن إلا من هو صال الجحيم رفع اللام فيما ذكروا فإن كان أراد واحدا فليس بجائز لأنك لا تقول: هذا قاض ولا رام. وإن يكن عرف فيها لغة مقلوبة مثل عاث وعثا فهو صواب.

                                                                                                                                                                                                                                      قد قالت العرب. جرف هار وهار وهو شاك السلاح وشاكي السلاح وأنشدني بعضهم:


                                                                                                                                                                                                                                      فلو أني رميتك من بعيد لعاقك عن دعاء الذئب عاقي



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: عائق. فهذا مما قلب. ومنه ولا تعثوا ولا تعيثوا لغتان. وقد يكون أن تجعل (صالو) جمعا كما تقول: من الرجال من هو إخوتك، تذهب بهو إلى الاسم المجهول، وتخرج فعله على الجمع كما قال الشاعر:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 395 ]

                                                                                                                                                                                                                                      إذا ما حاتم وجد ابن عمي     مجدنا من تكلم أجمعينا



                                                                                                                                                                                                                                      ولم يقل تكلموا. وأجود ذلك في العربية إذا أخرجت الكناية أن تخرجها على المعنى والعدد لأنك تنوي تحقيق الاسم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية