وقوله: nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=21إذ تسوروا المحراب  إذ دخلوا قد يجاء بإذ مرتين، (وقد) يكون معناهما كالواحد كقولك: ضربتك إذ دخلت علي إذ اجترأت، فيكون الدخول هو الاجتراء. ويكون أن تجعل أحدهما على مذهب لما، فكأنه قال: إذ تسوروا المحراب لما دخلوا. وإن شئت جعلت لما في الأول. فإذا كانت لما أولا وآخرا فهي بعد صاحبتها كما تقول: أعطيته لما سألني. فالسؤال قبل الإعطاء في تقدمه وتأخره.

وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22خصمان رفعته بإضمار (نحن خصمان) والعرب تضمر للمتكلم والمكلم المخاطب ما يرفع [ ص: 402 ] فعله. ولا يكادون يفعلون ذلك بغير المخاطب أو المتكلم. من ذلك أن تقول للرجل: أذاهب، أو أن يقول المتكلم: واصلكم إن شاء الله ومحسن إليكم. وذلك أن المتكلم والمكلم حاضران، فتعرف معنى أسمائهما إذا تركت. وأكثره في الاستفهام يقولون: أجاد، أمنطلق. وقد يكون في غير الاستفهام.

فقوله nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22خصمان من ذلك. وقال الشاعر:

وقولا إذا جاوزتما أرض عامر وجاوزتما الحيين نهدا وخثعما     نزيعان من جرم بن زبان إنهم
أبوا أن يميروا في الهزاهز محجما

وقال الآخر:

تقول ابنة الكعبي يوم لقيتها     أمنطلق في الجيش أم متثاقل

وقد جاء في الآثار للراجع من سفر: تائبون آئبون، لربنا حامدون. وقال: من أمثال العرب:

محسنة فهيلي.

قال nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: جاء ضيف إلى امرأة ومعه جراب دقيق، فأقبلت تأخذ من جرابه لنفسها، فلما أقبل أخذت من جرابها إلى جرابه. فقال: ما تصنعين؟ قالت: أزيدك من دقيقي. قال: محسنة فهيلي. أي ألقي. وجاء في الآثار: nindex.php?page=hadith&LINKID=679123nindex.php?page=treesubj&link=30531_30544من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه:

يائس من رحمة الله.  وكل هذا بضمير ما أنبأتك به.

ولو جاء في الكتاب: خصمين بغى بعضنا لكان صوابا بضمير أتيناك خصمين، جئناك خصمين فلا تخفنا. ومثله قول الشاعر:

وقالت ألا يا اسمع نعظك بخطة     فقلت سميعا فانطقي وأصيبي

أي سميعا أسمع منك، أو سميعا وعظت. والرفع فيه جائز على الوجوه الأول [ ص: 403 ] .

وقوله nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22ولا تشطط يقول: ولا تجر: وقد يقول بعض العرب: شططت علي في السوم، وأكثر الكلام أشططت. فلو قرأ قارئ (ولا تشطط) كأنه يذهب به إلى معنى التباعد و (تشطط) أيضا. العرب تقول: شطت الدار فهي تشط وتشط.

وقوله nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22واهدنا إلى سواء الصراط إلى قصد الصراط. وهذا مما تدخل فيه (إلى) وتخرج منه.

قال الله nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم وقال nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وهديناه النجدين وقال nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إنا هديناه السبيل ولم يقل (إلى) فحذفت إلى من كل هذا. ثم قال في موضع آخر nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=35أفمن يهدي إلى الحق وقال nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ويقال هديتك للحق وإليه قال الله nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي وكأن قوله nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط أعلمنا الصراط، وكأن قوله (اهدنا إلى الصراط) أرشدنا إليه والله أعلم بذلك.

وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=21إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ  إِذْ دَخَلُوا قَدْ يُجَاءُ بِإِذْ مَرَّتَيْنِ، (وَقَدْ) يَكُونُ مَعْنَاهُمَا كَالْوَاحِدِ كَقَوْلِكَ: ضَرَبَتْكَ إِذْ دَخَلْتَ عَلَيَّ إِذِ اجْتَرَأْتَ، فَيَكُونُ الدُّخُولُ هُوَ الِاجْتِرَاءَ. وَيَكُونُ أَنْ تَجْعَلَ أَحَدَهُمَا عَلَى مَذْهَبِ لَمَّا، فَكَأَنَّهُ قَالَ: إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ لَمَّا دَخَلُوا. وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ لَمَّا فِي الْأَوَّلِ. فَإِذَا كَانَتْ لَمَّا أَوَّلًا وَآخِرًا فَهِيَ بَعْدَ صَاحِبَتِهَا كَمَا تَقُولُ: أَعْطَيْتُهُ لَمَّا سَأَلَنِي. فَالسُّؤَالُ قَبْلَ الْإِعْطَاءِ فِي تَقَدُّمِهِ وَتَأَخُّرِهِ.

وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22خَصْمَانِ رَفَعْتُهُ بِإِضْمَارِ (نَحْنُ خَصْمَانِ) وَالْعَرَبُ تُضْمِرُ لِلْمُتَكَلِّمِ وَالْمُكَلِّمِ الْمُخَاطَبِ مَا يَرْفَعُ [ ص: 402 ] فِعْلَهُ. وَلَا يَكَادُونَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِغَيْرِ الْمُخَاطَبِ أَوِ الْمُتَكَلِّمِ. مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَقُولَ لِلرَّجُلِ: أَذَاهِبٌ، أَوْ أَنْ يَقُولَ الْمُتَكَلِّمُ: وَاصِلُكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَمُحْسِنٌ إِلَيْكُمْ. وَذَلِكَ أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ وَالْمُكَلَّمَ حَاضِرَانِ، فَتَعْرِفُ مَعْنَى أَسْمَائِهِمَا إِذَا تَرَكْتَ. وَأَكْثَرُهُ فِي الِاسْتِفْهَامِ يَقُولُونَ: أَجَادٌّ، أَمُنْطَلِقٌ. وَقَدْ يَكُونُ فِي غَيْرِ الِاسْتِفْهَامِ.

فَقَوْلُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22خَصْمَانِ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

وَقَوْلًا إِذَا جَاوَزْتُمَا أَرْضَ عَامِرٍ وَجَاوَزْتُمَا الْحَيَّيْنِ نَهْدًا وَخَثْعَمَا     نَزِيعَانِ مِنْ جَرْمِ بْنِ زَبَّانَ إِنَّهُمْ
أَبَوْا أَنْ يَمِيرُوا فِي الْهُزَاهِزِ مِحْجَمًا

وَقَالَ الْآخَرُ:

تَقُولُ ابْنَةُ الْكَعْبِيِّ يَوْمَ لَقِيتُهَا     أَمُنْطَلِقٌ فِي الْجَيْشِ أَمْ مُتَثَاقِلُ

وَقَدْ جَاءَ فِي الْآثَارِ لِلرَّاجِعِ مِنْ سَفَرٍ: تَائِبُونَ آئِبُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. وَقَالَ: مِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ:

مُحَسَّنَةٌ فَهِيلِي.

قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: جَاءَ ضَيْفٌ إِلَى امْرَأَةٍ وَمَعَهُ جِرَابٌ دَقِيقٌ، فَأَقْبَلَتْ تَأْخُذُ مِنْ جِرَابِهِ لِنَفْسِهَا، فَلَمَّا أَقْبَلْ أَخَذَتْ مِنْ جِرَابِهَا إِلَى جِرَابِهِ. فَقَالَ: مَا تَصْنَعِينَ؟ قَالَتْ: أَزِيدُكَ مِنْ دَقِيقِي. قَالَ: مُحْسِنَةٌ فَهِيلِي. أَيْ أَلْقِي. وَجَاءَ فِي الْآثَارِ: nindex.php?page=hadith&LINKID=679123nindex.php?page=treesubj&link=30531_30544مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ:

يَائِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ.  وَكُلُّ هَذَا بِضَمِيرِ مَا أَنْبَأْتُكَ بِهِ.

وَلَوْ جَاءَ فِي الْكِتَابِ: خَصْمَيْنِ بَغَى بَعْضُنَا لَكَانَ صَوَابًا بِضَمِيرِ أَتَيْنَاكَ خَصْمَيْنِ، جِئْنَاكَ خَصْمَيْنِ فَلَا تُخِفْنَا. وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَقَالَتْ أَلَا يَا اسْمَعْ نَعِظُكَ بِخُطَّةٍ     فَقُلْتُ سَمِيعًا فَانْطِقِي وَأَصِيبِي

أَيْ سَمِيعًا أَسْمَعُ مِنْكِ، أَوْ سَمِيعًا وَعَظْتِ. وَالرَّفْعُ فِيهِ جَائِزٌ عَلَى الْوُجُوهِ الْأُوَلِ [ ص: 403 ] .

وَقَوْلُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22وَلَا تُشْطِطْ يَقُولُ: وَلَا تَجُرْ: وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُ الْعَرَبِ: شَطَطْتَ عَلَيَّ فِي السَّوْمِ، وَأَكْثَرُ الْكَلَامِ أَشْطَطْتَ. فَلَوْ قَرَأَ قَارِئٌ (وَلَا تَشْطِطْ) كَأَنَّهُ يَذْهَبُ بِهِ إِلَى مَعْنَى التَّبَاعُدِ وَ (تَشْطُطْ) أَيْضًا. الْعَرَبُ تَقُولُ: شَطَّتِ الدَّارُ فَهِيَ تَشِطُّ وَتَشُطُّ.

وَقَوْلُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ إِلَى قَصْدِ الصِّرَاطِ. وَهَذَا مِمَّا تَدْخُلُ فِيهِ (إِلَى) وَتَخْرُجُ مِنْهُ.

قَالَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وَقَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ وَقَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ وَلَمْ يَقُلْ (إِلَى) فَحُذِفَتْ إِلَى مِنْ كُلِّ هَذَا. ثُمَّ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=35أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَقَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ وَيُقَالُ هَدَيْتُكَ لِلْحَقِّ وَإِلَيْهِ قَالَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ وَكَأَنَّ قَوْلَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ أَعْلِمْنَا الصِّرَاطَ، وَكَأَنَّ قَوْلَهُ (اهْدِنَا إِلَى الصِّرَاطِ) أَرْشِدْنَا إِلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ.