الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن  

                                                                                                                                                                                                                                      يعني: فاستحلفوهن، وذلك أن النبي صلى الله عليه لما صالح أهل مكة بالحديبية فلما ختم الكتاب خرجت إليه سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة، فجاء زوجها فقال: ردها علي فإن ذلك في الشرط لنا عليك، وهذه طينة الكتاب لم تجفف، فنزلت هذه الآية فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن [ ص: 151 ] فاستحلفها رسول الله صلى الله عليه: ما أخرجك إلينا إلا الحرص على الإسلام والرغبة فيه ، ولا أخرجك حدث أحدثته، ولا بغض لزوجك، فحلفت، وأعطى رسول الله صلى الله عليه زوجها مهرها، ونزل التنزيل: ولا تمسكوا بعصم الكوافر من كانت له امرأة بمكة أبت أن تسلم فقد انقطعت العصمة فيما بينها وبين زوجها، ومن خرج إلى المسلمين من نسائهم مسلمة، فقد انقطعت عصمتها من زوجها الكافر، وللمسلمين أن يتزوجوها بغير عدة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا .

                                                                                                                                                                                                                                      يقول: اسألوا أهل مكة أن يردوا عليكم مهور النساء اللاتي يخرجن إليهم منكم مرتدات ، وليسألوا مهور من خرج إليكم من نسائهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولا تمسكوا .

                                                                                                                                                                                                                                      قرأها يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة مخففة، وقرأها الحسن: تمسكوا ، ومعناه متقارب.

                                                                                                                                                                                                                                      والعرب تقول: أمسكت بك، ومسكت بك، وتمسكت بك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية