الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم  

                                                                                                                                                                                                                                      أدخلت العرب الفاء في خبر (إن) لأنها وقعت على الذي ، والذي حرف يوصل ، فالعرب تدخل الفاء في كل خبر كان اسمه مما يوصل مثل : من ، والذي وإلقاؤها صواب ، وهي في [ ص: 156 ] قراءة عبد الله : " إن الموت الذي تفرون منه ملاقيكم " ، ومن أدخل الفاء ذهب بالذي إلى تأويل الجزاء إذا احتاجت إلى أن توصل ، ومن ألقى الفاء فهو على القياس لأنك تقول : إن أخاك قائم ، ولا تقول : إن أخاك فقائم . ولو قلت : إن ضاربك فظالم كان جائزا لأن تأويل : إن ضاربك ، كقولك : إن من يضربك فظالم ، فقس على هذا الاسم المفرد الذي فيه تأويل الجزاء فأدخل له الفاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال بعض المفسرين : إن الموت هو الذي تفرون منه ، فجعل الذي في موضع الخبر للموت . ثم قال : ففروا أولا تفروا فإنه ملاقيكم . ولا تجد هذا محتملا في العربية والله أعلم بصواب ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية