وقوله : عليها تسعة عشر
فإن العرب تنصب ما بين أحد عشر إلى تسعة عشر في الخفض والرفع ، ومنهم من يخفف العين في تسعة عشر ، فيجزم العين في الذكران ، ولا يخففها في : ثلاث عشرة إلى تسع عشرة لأنهم إنما خفضوا في المذكر لكثرة الحركات . فأما المؤنث ، فإن الشين من عشرة ساكنة ، فلم يخففوا العين منها فيلتقي ساكنان . وكذلك : اثنا عشر في الذكران لا يخفف العين لأن الألف من :
اثنا عشر ساكنة فلا يسكن بعدها آخر فيلتقي ساكنان ، وقد قال بعض كفار أهل مكة وهو أبو جهل : وما تسعة عشر ؟ الرجل منا يطبق الواحد فيكفه عن الناس . وقال رجل من بني جمح [ ص: 204 ] كان يكنى : أبا الأشدين : أنا أكفيكم سبعة عشر ، واكفوني اثنين فأنزل الله : وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ، أي : فمن يطيق الملائكة ؟ ثم قال : وما جعلنا عدتهم في القلة إلا فتنة على الذين كفروا ليقولوا ما قالوا ، ثم قال : ليستيقن الذين أوتوا الكتاب يقينا إلى يقينهم لأن عدة الخزنة لجهنم في كتابهم : تسعة عشر ، ويزداد الذين آمنوا إيمانا لأنها في كتاب أهل الكتاب كذلك .