الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن سورة القيامة

                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو عبد الله [ : سمعت الفراء يقول : وقوله ] : لا أقسم  كان كثير من النحويين يقولون : (لا) صلة قال الفراء : ولا يبتدأ بجحد ، ثم يجعل صلة يراد به الطرح لأن هذا الوجاز لم يعرف خبر فيه جحد من خبر لا جحد فيه . ولكن القرآن جاء بالرد على الذين أنكروا :

                                                                                                                                                                                                                                      البعث ، والجنة ، والنار ، فجاء الإقسام بالرد عليهم في كثير من الكلام المبتدأ منه ، وغير المبتدأ :

                                                                                                                                                                                                                                      كقولك في الكلام : لا والله لا أفعل ذاك جعلوا (لا) وإن رأيتها مبتدأة ردا لكلام قد كان مضى ، فلو ألقيت (لا) مما ينوى به الجواب لم يكن بين اليمين التي تكون جوابا ، واليمين التي تستأنف فرق . ألا ترى أنك تقول مبتدئا : والله إن الرسول لحق ، فإذا قلت : لا والله إن الرسول لحق ، فكأنك أكذبت قوما أنكروه ، فهذه جهة (لا) مع الإقسام ، وجميع الأيمان في كل موضع ترى فيه (لا) مبتدأ بها ، وهو كثير في الكلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وكان بعض من لم يعرف هذه الجهة فيما ترى يقرأ " لأقسم بيوم القيامة " ذكر عن الحسن يجعلها (لاما) دخلت على أقسم ، وهو صواب لأن العرب تقول : لأحلف بالله ليكونن كذا وكذا ، يجعلونه (لاما) بغير معنى (لا) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية