الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : بلى قادرين على أن نسوي بنانه  جاء في التفسير : بلى نقدر على أن نسوي بنانه ، أي : أن نجعل أصابعه مصمتة غير مفصلة كخف البعير ، فقال : بلى قادرين على أن نعيد أصغر العظام كما كانت ، وقوله : قادرين نصبت على الخروج من نجمع ، كأنك قلت في الكلام : أتحسب أن لن نقوى عليك ، بلى قادرين على أقوى منك . يريد : بلى نقوى قادرين ، بلى نقوى مقتدرين على أكثر من ذا . ولو كانت رفعا على الاستئناف ، كأنه قال : بلى نحن قادرون على أكثر من ذا- كان صوابا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقول الناس : بلى نقدر ، فلما صرفت إلى قادرين نصبت- خطأ لأن الفعل لا ينصب بتحويله من يفعل إلى فاعل . ألا ترى أنك تقول : أتقوم إلينا فإن حولتها إلى فاعل قلت :

                                                                                                                                                                                                                                      أقائم ، وكان خطأ أن تقول : أقائما أنت إلينا ؟ وقد كانوا يحتجون بقول الفرزدق :


                                                                                                                                                                                                                                      على قسم لا أشتم الدهر مسلما ولا خارجا من في زور كلام



                                                                                                                                                                                                                                      فقالوا : إنما أراد : لا أشتم ، ولا يخرج ، فلما صرفها إلى خارج نصبها ، وإنما نصب لأنه أراد :

                                                                                                                                                                                                                                      عاهدت ربي لا شاتما أحدا ، ولا خارجا من في زور كلام . وقوله : لا أشتم في موضع نصب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية