الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : وجمع الشمس والقمر  

                                                                                                                                                                                                                                      [وفي قراءة عبد الله ] وجمع بين الشمس والقمر يريد : في ذهاب ضوئها أيضا فلا ضوء لهذا ولا لهذه . فمعناه : جمع بينهما في ذهاب الضوء كما تقول : هذا يوم يستوي فيه الأعمى والبصير أي : يكونان فيه أعميين جميعا . [ويقال : جمعا ] كالثورين العقيرين في النار . وإنما قال : جمع ولم يقل : جمعت لهذا لأن المعنى : جمع بينهما فهذا وجه ، وإن شئت جعلتهما جميعا في مذهب ثورين . فكأنك قلت : جمع النوران ، جمع الضياءان ، وهو قول الكسائي : وقد كان قوم [ ص: 210 ] يقولون : إنما ذكرنا فعل الشمس لأنها لا تنفرد بجمع حتى يشركها غيرها ، فلما شاركها مذكر كان القول فيهما جمعا ، ولم يجر جمعتا ، فقيل لهم : كيف تقولون الشمس جمع والقمر ؟

                                                                                                                                                                                                                                      فقالوا : جمعت ، ورجعوا عن ذلك القول .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية