الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : فلا اقتحم العقبة  

                                                                                                                                                                                                                                      ولم يضم إلى قوله : فلا اقتحم كلام آخر فيه (لا) لأن العرب لا تكاد تفرد (لا) في الكلام حتى يعيدوها عليه في كلام آخر ، كما قال عز وجل : فلا صدق ولا صلى و لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وهو مما كان في آخره معناه ، فاكتفى بواحدة من [ ص: 265 ] أخرى .

                                                                                                                                                                                                                                      ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بشيئين ، فقال : فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة ثم كان من الذين آمنوا ففسرها بثلاثة أشياء ، فكأنه كان في أول الكلام ، فلا فعل ذا ولا ذا ولا ذا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد قرأ العوام : فك رقبة أو إطعام ، وقرأ الحسن البصري : " فك رقبة " وكذلك علي بن أبي طالب [حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] قال : حدثنا الفراء قال : وحدثني محمد بن الفضل المروزي عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن علي أنه قرأها :

                                                                                                                                                                                                                                      " فك رقبة أو إطعام " وهو أشبه الوجهين بصحيح العربية لأن الإطعام : اسم ، وينبغي أن يرد على الاسم اسم مثله ، فلو قيل : ثم إن كان أشكل للإطعام ، والفك ، فاخترنا : فك رقبة لقوله : ثم كان ، والوجه الآخر جائز تضمر فيه (أن) ، وتلقى فيكون مثل قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      ألا أيها ذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي



                                                                                                                                                                                                                                      ألا ترى أن ظهور (أن) في آخر الكلام يدل : على أنها معطوفة على أخرى مثلها في أول الكلام وقد حذفها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية