الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن سورة الفيل

                                                                                                                                                                                                                                      قوله عز وجل : ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل  

                                                                                                                                                                                                                                      يقول : ألم تخبر عن الحبشة ، وكانوا غزوا البيت وأهل مكة ، فلما كانوا بذي المجاز مروا براع لعبد المطلب فاستاقوا إبله ، فركب دابته وجاء إلى مكة ، فصرخ بصراخ الفزع ثم أخبرهم الخبر ، فجال عبد المطلب في متن فرسه ثم لحقهم ، فقال له رجلان من كندة وحضرموت : ارجع ، وكانا صديقين له ، فقال : والله لا أبرح حتى آخذ إبلي ، أو أوخذ معها ، فقالوا لأصحمة رئيس الحبشة : ارددها عليه فإنك آخذها غدوة ، فرجع بإبله ، وأخبر أهل مكة الخبر ، فمكثوا أياما لا يرون شيئا ، فعاد عبد المطلب إلى مكانهم فإذا هم كما قال الله تبارك وتعالى : كعصف مأكول

                                                                                                                                                                                                                                      قد بعث الله تبارك وتعالى عليهم طيرا في مناقيرها الحجارة كبعر الغنم ، فكان الطائر يرسل الحجر فلا يخطئ رأس صاحبه ، فيخرج من دبره فقتلتهم جميعا ، فأخذ عبد المطلب من [ ص: 292 ] الصفراء والبيضاء يعني : الذهب والفضة ما شاء ، ثم رجع إلى أهل مكة فأخبرهم ، فخرجوا إلى عسكرهم فانتهبوا ما فيه .


                                                                                                                                                                                                                                      ويقال : سجيل كالآجر مطبوخ من طين ، فقال الكلبي : حدثني أبو صالح قال : رأيت في بيت أم هانئ بنت أبي طالب ، نحوا من قفيز من تلك الحجارة سودا مخططة بحمرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية