الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن سورة النساء

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تبارك وتعالى: الذي خلقكم من نفس واحدة  

                                                                                                                                                                                                                                      قال (واحدة) لأن النفس مؤنثة، فقال: واحدة لتأنيث النفس، وهو [يعني] آدم، ولو كانت (من نفس واحد) لكان صوابا، يذهب إلى تذكير الرجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وبث منهما العرب تقول: بث الله الخلق: أي نشرهم. وقال في موضع آخر: كالفراش المبثوث ومن العرب من يقول: أبث الله الخلق.

                                                                                                                                                                                                                                      ويقولون: بثثتك ما في نفسي، وأبثثتك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الذي تساءلون به والأرحام فنصب الأرحام يريد واتقوا الأرحام أن تقطعوها. قال: حدثنا الفراء قال: حدثني شريك بن عبد الله عن الأعمش عن إبراهيم أنه خفض الأرحام، قال: هو كقولهم: بالله والرحم وفيه قبح لأن العرب لا ترد مخفوضا على مخفوض وقد كني عنه، وقد قال الشاعر في جوازه :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 253 ]

                                                                                                                                                                                                                                      نعلق في مثل السواري سيوفنا وما بينها والكعب غوط نفانف



                                                                                                                                                                                                                                      وإنما يجوز هذا في الشعر لضيقه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ بعضهم تسائلون به يريد: تتساءلون به، فأدغم التاء عند السين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية