الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير  

                                                                                                                                                                                                                                      أي: الذي هو أقرب، من الدنو، ويقال من الدناءة. والعرب تقول:

                                                                                                                                                                                                                                      إنه لدني [ولا يهمزون] يدني في الأمور أي: يتبع خسيسها وأصاغرها. وقد كان زهير الفرقبي يهمز: "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" ولم نر العرب تهمز أدنى إذا كان من الخسة، وهم في ذلك يقولون: إنه لدانئ خبيث [إذا كان ماجنا] فيهمزون. وأنشدني بعض بني كلاب :


                                                                                                                                                                                                                                      باسلة الوقع سرابيلها بيض إلى دانئها الظاهر



                                                                                                                                                                                                                                      يعني: الدروع على خاصتها- يعني الكتيبة- إلى الخسيس منها، فقال: دانئها يريد الخسيس. وقد كنا نسمع المشيخة يقولون: ما كنت دانئا ولقد دنات، والعرب تترك الهمزة. ولا أراهم رووه إلا وقد سمعوه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية