الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم  وهم قوم كانوا يخدمون آلهتهم، فزينوا لهم دفن البنات وهن أحياء.  وكان أيضا أحدهم يقول: لئن ولد لي كذا وكذا من الذكور لأنحرن واحدا. فذلك قتل أولادهم. والشركاء رفع لأنهم الذين زينوا.

                                                                                                                                                                                                                                      وكان بعضهم يقرأ: " وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم" فيرفع القتل إذا لم يسم فاعله، ويرفع (الشركاء) بفعل ينويه كأنه قال: زينه لهم شركاؤهم. ومثله قوله: يسبح له فيها بالغدو والآصال ثم قال: رجال لا تلهيهم تجارة وفي بعض مصاحف أهل الشام (شركايهم) بالياء، فإن تكن مثبتة عن الأولين فينبغي أن يقرأ (زين) وتكون الشركاء هم الأولاد لأنهم منهم في النسب والميراث. فإن كانوا يقرؤون (زين) فلست أعرف جهتها إلا أن يكونوا فيها آخذين بلغة قوم يقولون: أتيتها عشايا ثم يقولون في تثنية (الحمراء :

                                                                                                                                                                                                                                      حمرايان) فهذا وجه أن يكونوا قالوا: " زين لكثير من المشركين قتل أولادهم [ ص: 358 ] شركايهم" وإن شئت جعلت (زين) إذا فتحته فعلا لإبليس ثم تخفض الشركاء بإتباع الأولاد. وليس قول من قال: إنما أرادوا مثل قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      فزججتها متمكنا زج القلوص أبي مزاده



                                                                                                                                                                                                                                      بشيء. وهذا مما كان يقوله نحويو أهل الحجاز، ولم نجد مثله في العربية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية