من فلان بن فلان إلى فلان بن فلان، فلا يجرى كثيرا بغير ذلك. وربما حذفت النون وإن لم يتمم الكلام لسكون الباء من ابن، ويستثقل النون إذ كانت ساكنة لقيت ساكنا، فحذفت استثقالا لتحريكها. قال: من ذلك قراءة القراء:
(عزير ابن الله) . وأنشدني بعضهم:
لتجدني بالأمير برا وبالقناة مدعسا مكرا إذا غطيف السلمي فرا
فيحذفون النون من (أحد) . وقال آخر :
كيف نومي على الفراش ولما تشمل الشام غارة شعواء
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي عن خدام العقيلة العذراء
أراد: عن خدام، فحذف النون للساكن إذ استقبلتها. وربما أدخلوا النون في التمام مع ذكر الأب أنشدني بعضهم:
جارية من قيس ابن ثعلبة كأنها حلية سيف مذهبه
وقال آخر :
وإلا يكن مال يثاب فإنه سيأتي ثنائي زيدا ابن مهلهل
وكان سبب عزير ابن الله أن قول اليهود: بخت نصر قتل كل من كان يقرأ التوراة، فأتي بعزير فاستصغره فتركه. فلما أحياه الله أتته اليهود، فأملى عليهم التوراة عن ظهر لسانه. ثم إن رجلا من اليهود قال: إن أبي ذكر أن التوراة مدفونة في بستان له، فاستخرجت وقوبل بها ما أملى عزير فلم يغادر منها حرفا.
فقالت اليهود: ما جمع الله التوراة في صدر عزير وهو غلام إلا وهو ابنه- تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا- [ ص: 433 ] .
وقوله: وقالت النصارى المسيح ابن الله. وذكر أن رجلا دخل في النصارى وكان خبيثا منكرا فلبس عليهم، وقال: هو هو. وقال: هو ابنه، وقال: هو ثالث ثلاثة. فقال الله تبارك وتعالى في قولهم ثالث ثلاثة:
يضاهئون قول الذين كفروا في قولهم: اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى.