الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا  رفعت المرجع ب (إليه) ، ونصبت قوله وعد الله حقا بخروجه منهما .

                                                                                                                                                                                                                                      ولو كان رفعا كما تقول: الحق عليك واجب وواجبا كان صوابا. ولو استؤنف (وعد الله حق) كان صوابا.

                                                                                                                                                                                                                                      إنه يبدأ الخلق مكسورة لأنها مستأنفة. وقد فتحها بعض القراء . ونرى أنه جعلها اسما للحق وجعل (وعد الله) متصلا بقوله إليه مرجعكم ثم قال:

                                                                                                                                                                                                                                      (حقا أنه يبدؤا الخلق) ف (أنه) في موضع رفع كما قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      أحقا عباد الله أن لست لاقيا بثينة أو يلقى الثريا رقيبها



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      أحقا عباد الله جرأة محلق     علي وقد أعييت عادا وتبعا

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 458 ] وقوله: جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل ولم يقل: وقدرهما. فإن شئت جعلت تقدير المنازل للقمر خاصة لأن به تعلم الشهور. وإن شئت جعلت التقدير لهما جميعا، فاكتفى بذكر أحدهما من صاحبه كما قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      رماني بأمر كنت منه ووالدي     بريئا ومن جول الطوي رماني



                                                                                                                                                                                                                                      وهو مثل قوله والله ورسوله أحق أن يرضوه ولم يقل: أن يرضوهما.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية