الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا  هذه قراءة العامة وقد ذكر عن زيد بن ثابت أنه قرأ (فبذلك فلتفرحوا) أي يا أصحاب محمد، بالتاء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: هو خير مما يجمعون يجمع الكفار. وقوى قول زيد أنها في قراءة أبي (فبذلك فافرحوا) وهو البناء الذي خلق للأمر إذا واجهت به أو لم تواجه إلا أن العرب حذفت اللام من فعل المأمور المواجه لكثرة الأمر خاصة في كلامهم فحذفوا اللام كما حذفوا التاء من الفعل. وأنت تعلم أن الجازم أو الناصب لا يقعان إلا على الفعل الذي أوله الياء والتاء والنون والألف. فلما حذفت التاء ذهبت باللام وأحدثت الألف في قولك: اضرب وافرح لأن الضاد ساكنة فلم يستقم أن يستأنف بحرف ساكن، فأدخلوا ألفا خفيفة يقع بها الابتداء كما قال: (اداركوا) . (واثاقلتم) . وكان الكسائي يعيب قولهم (فلتفرحوا) لأنه وجده [ ص: 470 ] قليلا فجعله عيبا، وهو الأصل. ولقد سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض المشاهد (لتأخذوا مصافكم) يريد به خذوا مصافكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا يقول: الله تبارك وتعالى شاهد على كل شيء. (وما) هاهنا جحد لا موضع لها.

                                                                                                                                                                                                                                      وهي كقوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم يقول: إلا هو شاهدهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر و (أصغر وأكبر) . فمن نصبهما فإنما يريد الخفض: يتبعهما المثقال أو الذرة. ومن رفعهما أتبعهما معنى المثقال لأنك لو ألقيت من المثقال (من) كان رفعا. وهو كقولك: ما أتاني من أحد عاقل وعاقل. وكذلك قوله ما لكم من إله غيره

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية