وقوله: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هذه قراءة العامة وقد ذكر عن أنه قرأ (فبذلك فلتفرحوا) أي يا أصحاب زيد بن ثابت محمد، بالتاء.
وقوله: هو خير مما يجمعون يجمع الكفار. وقوى قول زيد أنها في قراءة (فبذلك فافرحوا) وهو البناء الذي خلق للأمر إذا واجهت به أو لم تواجه إلا أن العرب حذفت اللام من فعل المأمور المواجه لكثرة الأمر خاصة في كلامهم فحذفوا اللام كما حذفوا التاء من الفعل. وأنت تعلم أن الجازم أو الناصب لا يقعان إلا على الفعل الذي أوله الياء والتاء والنون والألف. فلما حذفت التاء ذهبت باللام وأحدثت الألف في قولك: اضرب وافرح لأن الضاد ساكنة فلم يستقم أن يستأنف بحرف ساكن، فأدخلوا ألفا خفيفة يقع بها الابتداء كما قال: (اداركوا) . (واثاقلتم) . وكان أبي يعيب قولهم (فلتفرحوا) لأنه وجده [ ص: 470 ] قليلا فجعله عيبا، وهو الأصل. ولقد سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض المشاهد الكسائي يريد به خذوا مصافكم. (لتأخذوا مصافكم)
وقوله: وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا يقول: الله تبارك وتعالى شاهد على كل شيء. (وما) هاهنا جحد لا موضع لها.
وهي كقوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم يقول: إلا هو شاهدهم.
وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر و (أصغر وأكبر) . فمن نصبهما فإنما يريد الخفض: يتبعهما المثقال أو الذرة. ومن رفعهما أتبعهما معنى المثقال لأنك لو ألقيت من المثقال (من) كان رفعا. وهو كقولك: ما أتاني من أحد عاقل وعاقل. وكذلك قوله ما لكم من إله غيره