الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون  الذين آمنوا وكانوا يتقون ، الذين في موضع رفع لأنه نعت جاء بعد خبر إن كما قال إن ذلك لحق تخاصم أهل النار وكما قال قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب والنصب في كل ذلك جائز على الإتباع للاسم الأول وعلى تكرير (إن) [ ص: 471 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وإنما رفعت العرب النعوت إذا جاءت بعد الأفاعيل في (إن) لأنهم رأوا الفعل مرفوعا، فتوهموا أن صاحبه مرفوع في المعنى- لأنهم لم يجدوا في تصريف المنصوب اسما منصوبا وفعله مرفوع- فرفعوا النعت. وكان الكسائي يقول:

                                                                                                                                                                                                                                      جعلته- يعني النعت- تابعا للاسم المضمر في الفعل وهو خطأ وليس بجائز لأن (الظريف) وما أشبهه أسماء ظاهرة، ولا يكون الظاهر نعتا لمكني إلا ما كان مثل نفسه وأنفسهم، وأجمعين، وكلهم لأن هذه إنما تكون أطرافا لأواخر الكلام لا يقال مررت بأجمعين، كما يقال مررت بالظريف. وإن شئت جعلت قوله الذين آمنوا وكانوا يتقون رفعا.

                                                                                                                                                                                                                                      بقوله: لهم البشرى في الحياة الدنيا

                                                                                                                                                                                                                                      وذكر أن البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المسلم  أو ترى له، وفي الآخرة الجنة. وقد يكون قوله: لهم البشرى ما بشرهم به في كتابه من موعوده، فقال ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات في كثير من القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال لا تبديل لكلمات الله أي لا خلف لوعد الله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية